شكواي
المساهمات : 34 تاريخ التسجيل : 07/12/2007
| موضوع: آاااه يا بحر الجمعة ديسمبر 21, 2007 9:38 pm | |
| 16/6/2007م
أبعاد متفاوته من الألم النفسي نتيجة لضغوطات الحياة أو نتيجة لما نتعرّض له من ظلم وإيذاء من قبل البعض .. تساؤلات كثيرة تريد أن تستجمع قواها للبحث عن الحقيقة .. نريد أن نفهم كل ما يدور حولنا ولا نعرف إذا كنّا سنصل أم لا .. وإذا توصّلنا لذلك ما مدى تأثيره علينا ؟ وما كل ذلك ؟ أهو خير أم شر؟ وإذا كان شراّ كيف نتصرّف ؟ وماذا نفعل ؟ هل نقاومه ونواجهه أم نتحاشاه أم نقف مكتوفي الأيدي عاجزين ؟ وهل ننتظر من أحد أن يقف معنا في تلك المحنة سواء من قريب أو بعيد ؟ وإذا كان وقوف القريب سلبيا ّ ماذا عسانا أن نفعل ؟ كل ذلك بلا شك ينعكس علينا ليترك أثراّ سلبياّّ في النفس وقد يؤثّر في طريقة تعاملنا مع من حولنا ولكل منّا قوّة تحمّل وطاقة معيّنة .. ومن ثم تخرج تلك الزفرات من أعمااااق الأعماق كل ما سبق ما هو إلا مقدّمة لهذه القصّه الغريبه !
في ظلمة الليل جاءت تطوي تلك المسافات .. تسابق خطواتها نحو ذلك المكان حيث لا تعرف ما الذي ينتظرها فيه ؟! وصلت للمرسى الذي طالما أحبته وتعلقت به رغم كل ما أصابها هناك من خير وشر إتجهت نحو الشاطىءبانجذاب وشوق وأخذت تنظر إليه ثم ابتعدت خطوات لتجلس على رماله الناعمه .. كان المرسى في ذلك الوقت شبه خال ولكن أحدهم كان يجلس في مكان ما في حالة تأمّل بالإضافه لبعض عمّال المركب لم تكترث فكانوا بعيدين عنها وكان ذلك الشخص ( كما كانت تراه ) جالساّ في حالة جمود بينما هي جالسة على الشاطىء تردد في نفسها بيتين من الشعر مخاطبة البحر وهي تنظر إليه تارة وللسماء تارة أخرى .. شعرت بضيق شديد ـ كانت تتنفس بصعوبة ولكنها لم تهتم ـ ربما لأنها تعودت على ذلك . أرادت تغيير جو الكآبة الذي كانت تشعر به بأن تبرح ذلك المكان وتذهب لمكان آخر أكثر عزلة وكالعاده إتجهت في طريقها للمطعم لتأخذ الشاي أو ما شابه والماء ومن ثم إتجهت نحو المكان المقصود الذي طالما ترددت عليه وكانت تبقى فيه أحياناّ لساعات متأخرة من الليل تكتب وتكتب نظرت هناك لتتأكد من خلو المكان قبل أن تنزل إليه لتبقى قريبة من البحر ~ جلست وهي تفكر في صديقة تعرفت عليها في المستشفى ـ أرادت أن تتصل بها لتسألها عن والدها المريض ـ لم ترد .. في تلك اللحظات إتجه أحدهم نحوها بسرعه فقطعت الإتصال .. إقترب ألقى التحيه ومن ثم سألها ( بغلظة وغضب ) عن سبب تواجدها هنا ! نظرت للبحر وهي في حالة إستغراب ! ثم أخذ يسأل بنفس الطريقه ـ وهي لا تعرف ما الذي يريد . كانت كثيراّ ما تترك المكان عندما يقترب منها أحد بعد لحظات صمت وهي تنظر للبحر نظرت إليه قائلة : أيحق لك أن تسأل الناس عن سبب تواجدهم هنا؟! قال: تريدين إلحاق الضرر بأحد ـ إنك تخططين لشىء ـ ما هو؟ ما الذي تنوين فعله ؟ إتهامات وأسئلة غريبة .. كانت تذكر الله وترد عليه بكل أدب واحترام وهي في أشد حالات الإستغراب والضيق وهنا كانت المفاجأه .. حيث قال: أنتي حضّرتيني إنتابها الفزع .. أخذت تذكر الله وتستغفر ما الذي تقول ؟! أقول كما سمعتي : أنتي حضّرتيني ـ كنت جالساّ هناك ـ وكان البحر مضيئ بشده ! ألم تلحظي ذلك الضوء ؟ كل ذلك بسببك ـ البحر يتألّم ! المنطقة بأكملها ضربها شوط ! وأنتي السبب جاءني الرجل وقال لي إذهب إلى هناك ـ أسمعك تقولين شيئاّ ـ كان لحناّ ـ كنت أسمع موالا ّ في أذني الصوت يصدر منك ـ منك أنت ـ لا زلت أسمعه حتى عندما جلست هناك هذا الصوت سمعته منك من قبل هنا ـ كنت أراقبك منذ فترة ـ بل كنت أنتظرك أنتي تكلّمين البحر ؟ نعم ماذا تقولين ؟ شعر تتهمني بإلحاق الضرر بالآخرين .. لكني لا أفكر ولو مجرد تفكير بذلك حتى مع من تسببوا في إلحاق الضرر بي ! هل آذاك أحد ؟ أخبريني ـ هل آذاك أحد ؟ من الذي آذاك لا ( شعرت أنه يريد أن ينتقم ) أنتي أخذتي شيئاّ مني ! ما الذي أخذتيه ؟ أخذتي شيئاّ من هنا من البحر ؟؟! تذكرت نعم الدبله .. كانت مرمية هنا أخذتها وكتبت عليها قاطعها: ما الذي كتبتيه ؟ أكتبتي حروفاّ ؟ لا ..بل أبياتا على ورقه هل تركتي الورقة هنا ؟ لا .. لكن اردت ذلك هل تريد الدبله ؟ سأحضرها لا أيضاّ اخذت بعض الحصى من البحر واشياء أحببت الإحتفاظ بها للذكرى لا بأس هل أنت إنسان ؟! تعرفين أي أنك لست إنسان ؟! لا تسألين كانت المسكينة لا تعرف لم يحصل لها كل ذلك .. طلبت منه أن يذكر الله ويذهب في طريقه وهنا كانت المفاجأة الكبرى والتي تفوق قوّة إحتمالها حيث إقترب خطوات وقال لها: أردت أن أخبرك فقط أن هذا المكان لي ـ فأنا املك هذا المكان الذي تجلسين فيه هنا دب الرعب والفزع في قلبها فسكتت برهة ثم سألته فأكد لها قوله وبعد لحظات صمت قالت : هل أترك هذا المكان وأبتعد عن البحر .. وأذهب للبيت ؟! لا ـ ولكني أقول لك أن هذا المكان ملكي ـ وليس هنا فحسب وإنما المنطقة بأكملها من هناك ( وأشار لمكان قريب ~ وبالتحديد بداية الكورنيش من جهة الشيراتون ) إلى هنااااك ـ وكذلك منطقة العشب هذه بأكملهاااا ( وهو يشير هتا وهتاك ) هل أنت صادق أم أنك تمزح ؟! ولم أمزح ؟! لا أحمل أجهزة إتصال ـ وإنما في جيبي هذا المسباح ( ووضعه على الحاجز ) أنت تعانين وتتألّمين لا يوجد إنسان خال .. والناس الذين تراهم هنا لديهم مشاكلهم وهمومهم حتى لو لم يبد ذلك عليهم . لماذا أنتي وحدك ؟ أنا أيضا ّ أختنق بين الناس . أنا لا أريد أن أكون وحيدة .. بل أحب الناس وأحب أن أكون بين أهلي وأقربائي .. ولكني لا أستطيع إجبار الغير على مرافقتي إلى هنا . البحر يصيح من شدّة ألمك ـ وأنا متعب لأنك أتعبتي البحر ـ أريد أن أرتااااح ـ أنتي جذبتيني ـ أتيت من بعيد ـ فأنا مجرد : عابر سبيل ـ طير ثم ذكر آية من سورة ( يس) أو جزءا ّ منها ثم قال : الناس لا يشكرون الله ـ لو أن الناس يشكرون الله ـ وأخذ يكررها ثم قال : أنت لديك الم هنا يرتفع إلى الرقبه ثم يصل إلى الرأس فيتسبب لك في صدااااع والسبب أن هناك شيء يحاول التضييق والربط من الداخل ـ يؤدي إلى إنسداد يصل للمسالك أطلبي من الله ( تعالى ) أن يشفيك ـ وأكثري من الدعاء . لا تعرف ما الذي تفعله .. وما الذي يريده .. تريد ان تذهب ولكن .. هي خائفة كثيرا ّ أوضحت له أنها شديدة الخوف فقال أنت صريحه ثم استأذنت في تغيير مكانها لأنها تشعر بالخوف بقربها من البحر ! أرادت الجلوس فوق لكي تكون على مقربة من الناس وقفت وهي تشعر بثقل وتنميل في رجليها .. صعدت ببطئ .. جلست وهي تشعر أنها تبكي ولكنها تمالكت نفسها ثم طلبت منه أن يكمل فقال : لو أن في قلبك نقطة سواد لما أتيت إليك ــ أنا لا أظهر بسهوله أنا الذي جئت إلى هنا في ذلك اليوم وكنت قادما ّ نحوك فقمت تخبريني أن المكان به نجاسه ثم استأذنتك بالجلوس هناك فقلت تفضل أنا ذاهبه قالت : لماذا أنا ؟! .. أنت طير .. وأنا إنسانه ! ولكني إنجذبت نحوك ـ فهناك قوّة جذبتني إليك أجسامنا فيها شحنات ( ثم أشار لعمود الإنارة فقال : أترين الإضاءة والكهرباء هتا كذلك أجسامنا فيها طاقة كهربائيه لماذا يحدث لي كل ذلك ؟؟ رأيت اشياءا ّ ومررت بمواقف غريبه .. بل ان ما حدث لي لا يصدقه أحد ! إن ذلك شيء طيّب ـ حيث أن ما حدث لك وما رأيتيه يتمناه الكثير ثم قال : أتعلمين أنه بعد فترة من الزمن لن تستطيعوا قراءة القرآن ـ سوف يحجب عن النظر ـ ولكننا حفظناه تكلم عن البحر بغرابة فمرة يقول أن البحر لا يوجد به غير الجن والشياطين .. وتارة أخرى يقول أن به حياة جميلة وكأنه يصور العيش في أعمااااق البحاااار في غاية الروعة والجمال ! بدأ وكأنه يتحكم في حركة الماره هناك بنظراته وحركاته فيجعلهم يذهبون ـ وكان يقول أنا أطيّر الناس كان يتكلم وكأن له حاشية في ذلك المكان كان مسباحه قد وضع بطريقة تثير الشك أخذ يتكلم عن إعصار او نسف .. ذكر عمان .. والمغرب ثم تكلم عن السحره وأنه يقف لهم بالمرصاد وأنهم كثيرا ّ ما يلبسون خواتم يسحرون بها وهو يصطادهم من خلالها كانت لديه روح مدمره حيث كان يتكلم بثقة أنه ينتظر الإذن أو الأوان لكي ينسف ويدمر بعد ذلك جاءت إمرأة جميله محجبه فاقتربت ونظرت إليهما بابتسامة رقيقة ثم نزلت للبحر وجلست بحيث لا تراها وكأنها تريد أن تغسل يدها أو تشرب ! ثم قال وهو يبتسم أيضا ّ : أهل المكان فقالت : هذه بلادهم لحظات فقط ثم قامت تلك المرأة وانصرفت إلتفتت ولم تجدها ثم قالت في نفسها : قد لا تكون إنسانه ..( وللعلم يوجد هناك براد ماء بإمكانها أن تشرب منه أو تغسل يدها ) . كان يتحدث ويقول : أنا مربط ـ فيرفع رجله بسرعه سألته كيف ؟ أيمكن أن أراها ؟ وكأنها أرادت أن تتأكد من شئ فرفعها أيضا ّ بسرعة فائقة وهو يقول : لا يظهر ذلك وإنما أنا مربّط . بالنسبة لما تشكين منه أعرف رجلا ّ لديه علاجك لو كانت إمرأة لا بأس أتحدى أي شخص بقول أنه يستطيع علاج ذلك الألم فقالت له : هذا يسمى عصبه وعلاجه معروف قديما ّ أتحدى حيث لا يعرف العلاج غير ذلك الرجل لا أريد العلاج .. تعودت على الألم ما شفتي شي تحملت ما لا يطاق .. وتعبت كثيرا ّ من الألم الذي لا يحتمل .. ولكن .. الحمد لله على كل حال . أنا سوف أسأله إذا وافق أن يعالجك ولكن يجب عليك عدم إجراء أي عمليه أي عمليه حتى لو كانت بسيطه ؟ حتى لو كانت كذلك ـ وهذا من شروط العلاج الأدويه ممنوعه حتى الفيتامينات والحديد ؟ نعم أتعلمين ـ الشيطان يفرح كثيرا ّ عندما يأخذ الإنسان حبة بندول ثم قال : إن طريقة علاجه تختلف عن المعتاد ـ أتعرفين كيف يعالج ؟ بالطاقه ؟ ما شاء الله عليك ـ أنت فاهمه ( قالها باستغراب وإعجاب ) ومن يكون ذلك الرجل ؟ هو ليس من هنا ـ إمام مسجد سيأتي في رمضان ـ وأنا سألقاك هنا ( وأشار إلى المكان المذكور سابقا ّ ) طلبت منه الإنتظار لمقابلة زوجها حيث ستتصل به وسيصل بعد قليل .. ولكنه رفض وقال : لم تخبريه ؟ قالت : لا بد أن يعرف لم لا تأتين للعلاج مع السائق ؟ ليس لدي سائق .. وإذا كان هناك علاج فيجب أن يكون زوجي معي حسنا ّ لا تخبريه الآن ولم لا ؟ لأن فترة العلاج قد تطول ويمل لن يمل ولكن قد يسألني كيف جئت ؟ ولماذا اقتربت ؟ فقالت : لا تخاف فرد عليها وهو يضحك باستهزاء : أنا أخاف ؟! أنا أخاف ؟! أنا أقصد أنه إنسان طيّب ومتفهم .. فلماذا لا تنتظره ولا تريدني أن أتصل به الآن ؟ ساذهب الآن ـ وسنلتقي هناااا فذهب مارا ّ من أمامها مسرعا ّ كما يمر ذلك القط الذي كانت تراه هناك بنفس الطريقه ! ثم قالت : سأتصل به فقال :كما تريدين ذهب مسرعا ّ وتركها في ذهول وخوف .. إتصلت بزوجها وأخبرته فقال : أنا قادم لا تتحركي من مكانك انتظرت قليلا ّ فازداد خوفها ثم ابتعدت خطوات عن ذلك المكان ~ جلست على السور تاركة البحر وراءها ~ والأصوات حولها .. فتلتفت ولا تجد شيئا ّ وصل زوجها فحمد الله على سلامتها .. وفي طريقهما كان هناك أحد يركض وراءهما بسرعة مفرطه وبقوه .. إلتفتت نحوه وإذا هو غلام أسود .. بدا وكأنه يسابقهما إلى السيّاره ! بعد أن دخلت المنزل أصبحت حركتها شبه معدومه .. تملّكها إحساس الفزع والخوف والضيق لم تشعر بالراحة والطمأنينة والنشاط إلا ّبعد أن توضّأت وصلّت تغيّر نمط حياتها .. أصبحت لا تستطيع أن تقفل عليها باب غرفتها أو غيره .. بل تتركه مفتوحا ّ.. كما أجبرت زوجها على عدم النوم في غرفته .. لا تريد أن تكون وحيدة كما كانت .. فالشعور بالوحدة يخيفها ويكاد يخنقها والأهم من ذلك أنها إنحرمت من ذلك المكان بمحض إرادتها .. فهل ستعود في يوم ما ؟ فمنذ ذلك اليوم وهي غارقة في دوّامة من التفكير لا تعرف لها مدى وإلى أين ستصل بها ؟! تدور في ذهنها تساؤلات كثيره : من يكون ذلك المخلوق ؟ أهو إنسان مستهتر؟ وإذا كان إنسان أو غيره أهو صادق أم لا ؟ وماذا يريد أن يفعل؟ هل هو قوّة مدمّرة هائله ( بحجم ما ذكر ) وهل سيؤذي الناس ؟ هل هو خير أم شر؟ وهل تستطيع المواجهة بمفردها ؟ كيف تتصرّف ؟ هل تتراجع وتنسحب من هناك دون رجعه لتبقى في تلك الدوّامة المحبطه ؟ أم تذهب هناك وتتحاشاه ؟ أم تتحلّى بالشجاعة والحكمة لمواجهته ؟ تحتاج كثيرا ّلمن يقف بجانبها تحتاج للرأي والمشوره حيث لا تعرف كيف تتصرف وماذا تفعل ؟!! فبعد أن كانت لا تطيق البعد عن الشاطئ ~ كم هي تشتاق للبحر ~ وكم تتمنّى أن تعود وستعود بإذن الله .
مع تحياتي | |
|